السلط مدينة الثقافة... والضيافة

السلط مدينة الثقافة... والضيافة


للسلط في نفوس الاردنيين مقام وفي قلوب اهلها محط ترحال واقامة، تربعت في اعلى هضابها قلعة العلم وام المدارس ومنهل العلم للرجال وبناة الوطن وكبار القادة العسكريين والمدنيين.

السلط يحيط بها اضرحة الانبياء واصحاب المقامات والكرامات وحولها يوشع وجاد وشعيب وايوب عليهم السلام ومن ارض المصلى انطلقت جند الشام واليرموك ليرقد بالقرب منها ابو عبيدة امين الامة وضرار وشرحبيل ومعاذ بن جبل شيخ العدالة والقضاء.


السلط مدينة الثقافة ومنبع العلم والمعرفة ومن قلوبنا نعتز بها مدينة للثقافة لهذا العام، فقد رعاها الهاشميون منذ عبدالله الاول الى عبدالله الثاني، وزارها الحسين وسلم بيده الكريمة رحمه الله الشهادات لابنائها الخريجين وقال إنها محج الاردنيين ولها في نفسه هوى وفي قلبه محبة، وفقد كان لي شرف زيارته في مشفاه بصحبة اخوة كرام ودعوته لزيارتها عندما كنت رئيسا لبلديتها للاحتفال بالعيد المئوي للبلدية ووعد بتلبية الدعوة ولكن المنية عاجلته قبل الزيارة وها هو عبدالله الثاني خير خلف لخير سلف يرعاها في جميع المجالات اللازمة لأهلها.

فهي مدينة الثقافة ومدينة المهاجرين والانصار. اما انها مدينة الضيافة فقد استقبلت اهلنا من فلسطين وتقاسم اهل السلط مع اخوانهم لقمة العيش والسكن والمأوى.

قبل فترة قريبة هاتفني صديق لي كان قد عمل معلما في مدينة السلط في نهاية العقد الخامس من القرن الماضي وهو العميد المتقاعد نواف المغايرة من الحصن يقول:إن اهل السلط يكرمون الضيف ويقدرونه فقد استأجرت عند سيدة فاضلة ام عبد المجيد الدرادكة وعندما نويت الرحيل دفعت الاجرة الى صاحبة البيت ولكنها قالت ببراءة العجوز ابنة الثمانين من العمر وبلغتها الساذجة البسيطة يا عيب الشوم يا بني يا نواف وين عيني من اهل الشمال يعرفوا اني اخذت اجار الدار من ابني نواف روح يا ولدي الله معاك وعين الله ترعاك.

حقاً ان السلط مدينة الثقافة والضيافة وعندما كنت اتعرض لوسائل الاعلام عن خلو السلط من الفنادق كنت اجيب وبكل فخر واعتزاز ان بيوت السلط كلها فنادق للضيوف.

عادت لي الذاكرة وبأبناء جيلي الى عام 47 وكان عام قحط وفقر جاء الى السلط وافدون بأغنامهم كان اهل السلط يعودون الى منازلهم ومعهم ضيف من الوافدين ليبيت والبيوت ضيقة وربما تكون مستأجرة.

كتب الاخ والصديق الدكتور هاني العمد في كتابه السلط عام 1928 يقول ان المرحوم الحاج عبدالله الداود عندما كان رئيسا للبلدية عام 1935 اقام مطعما في شارع الحمام للضيوف والوافدين والفقراء على نفقته الخاصة.

فالسلط بكل افتخار مدينة الثقافة والضيافة وتغنى بها الشعراء وبأهلها من ابناء الاردن عامة وقال بحقها ابنها الشاعر المرحوم حسني فريز حيث قال:.

كم عشقت من الحدائق إنما للسلط موقعها الحبيب الغالي.

امي هنـــــــــــــا وابــي هــناك ورفاق عمري الراسخون ببالي.

لا تخذليني بعد ان رحل الصبا. فالقلب ممتنع عن الترحال.

وصدقاً ان ما قيل لك يا سلط الثقافة والضيافة حق، فقد قال الاخ والصديق هاشم القضاة:.

سمت النجوم وما يطال سماك. سلط العُلى سبحان من أسماك.